goha مؤسس الموقع
علم بلدك : الجنس : نقاط : 19341 عدد المساهمات : 2836 السٌّمعَة : 22 تاريخ التسجيل : 30/07/2009 العمر : 36 https://goha.ahlamontada.com
| موضوع: وفاه صلاح الدين الايوبى الجزء الاخير الثلاثاء 11 أغسطس 2009, 12:13 am | |
| وفاة صلاح الدين
قال ابن شداد: وصلني كتاب صلاح الدين الى القدس يستدعيني لخدمته وكان شتاء شديدا ووحلا عظيما فخرجت من القدس في يوم الجمعة الثالث والعشرين من المحرم سنة 589هـ وكان الوصول الى دمشق في يوم الثلاثاء ثاني عشر صفر من السنة وركب السلطان لملتقى الحاج يوم الجمعة خامس عشر صفر وكان ذلك اخر ركوبه، ولما كان ليلة السبت وجد كسلا عظيما وما تنصف الليل حتى غشيته حمى صفراوية وكانت في باطنه اكثر منها في ظاهره واصبح يوم السبت متكاسلا عليه اثر الحمى ولم يظهر ذلك للناس لكن حضرت عنده انا والقاضي الفاضل ودخل ولده الملك الافضل وطال جلوسنا عنده واخذ يشكو قلقه في الليل وطاب له الحديث الى قريب الظهر ثم انصرفنا وقلوبنا عنده فتقدم الينا بالحضور على الطعام في خدمة ولده الملك الافضل ولم تكن للقاضي الفاضل في ذلك عادة فانصرف ودخلت الى الايوان القبلي وقد مد السماط وابنه الملك الافضل قد جلس في موضعه فانصرفت وما كانت لي قوة في الجلوس استيحاشا له وبكى في ذلك اليوم جماعة تفاؤلا لجلوس ولده في موضعه ثم اخذ المرض يتزيد من حينئذ ونحن نلازم التردد طرفي النهار وندخل اليه انا والقاضي الفاضل في النهار مرارا وكان مرضه في راسه وكان من امارات انتهاء العمر غيبة طبيبه الذي كان قد عرف مزاجه سفرا وحضرا وراى الاطباء فصده ففصدوه فاشتد مرضه وقلت رطوبات بدنه وكان يغلب عليه اليبس ولم يزل المرض يتزايد حتى انتهى الى غاية الضعف واشتد مرضه في السادس والسابع والثامن ولم يزل يتزايد ويغيب ذهنه ولما كان التاسع حدثت له غشية وامتنع من تناول المشروب واشتد الخوف في البلد وخاف الناس ونقلوا اقمشتهم من الاسواق وعلا الناس من الكابة والحزن ما لا تمكن حكايته ولما كان العاشر من مرضه حقن دفعتين وحصل من الحقن بعض الراحة وفرح الناس بذلك ثم اشتد مرضه وايس منه الاطباء ثم شرع الملك الافضل في تحليف الناس، ثم انه توفي بعد صلاة الصبح من يوم الاربعاء السابع والعشرين من صفر سنة 589هـ وكان يوم موته يوما لم يصب الاسلام والمسلمون بمثله منذ فقد الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم وغشي القلعة والملك والدنيا وحشة لا يعلمها الا الله تعالى وبالله لقد كنت اسمع من الناس انهم يتمنون فداء من يعز عليهم بنفوسهم وكنت اتوهم ان هذا الحديث على ضرب من التجوز والترخص الى ذلك اليوم فاني علمت من نفسي ومن غيري انه لو قبل الفداء لفدي بالانفس.
ثم جلس ولده الملك الافضل للعزاء وغسله، واخرج بعد صلاة الظهر رحمه الله في تابوت مسجى بثوب فوط فارتفعت الاصوات عند مشاهدته وعظم الضجيج واخذ الناس في البكاء والعويل وصلوا عليه ارسالا ثم اعيد الى الدار التي في البستان وهي التي كان متمارضا بها ودفن في الصفة الغربية منها وكان نزوله في حفرته قريبا من صلاة العصر.
وانشد بن شداد في اخر السيرة بيت ابى تمام الطائي وهو:
ثم انقضت تلك السنون واهلها فكانها وكانهم احلام
رحمه الله تعالى وقدس روحه فلقد كان من محاسن الدنيا وغرائبها، وذكر ابن شداد : انه مات ولم يخلف في خزانته من الذهب والفضة الا سبعة واربعين درهما ناصرية وجرما واحدا ذهبا صوريا ولم يخلف ملكا لا دارا ولا عقارا ولا بستانا ولا قرية ولا مزرعة.
وفي ساعة موته كتب القاضي الفاضل الى ولده الملك الظاهر صاحب حلب بطاقة مضمونها {لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة} {ان زلزلة الساعة شيء عظيم} كتبت الى مولانا السلطان الملك الظاهر احسن الله عزاءه وجبر مصابه وجعل فيه الخلف في الساعة المذكورة وقد زلزل المسلمون زلزالا شديدا وقد حفرت الدموع المحاجر وبلغت القلوب الحناجر وقد ودعت اباك ومخدومي وداعا لا تلاقي بعده وقد قبلت وجهه عني وعنك واسلمته الى الله تعالى مغلوب الحيلة ضعيف القوة راضيا عن الله ولا حول ولا قوة الا بالله وبالباب من الجنود المجندة والاسلحة المعدة ما لم يدفع البلاء ولا ملك يرد القضاء وتدمع العين ويخشع القلب ولا نقول الا ما يرضي الرب وانا عليك لمحزونون يا يوسف واما الوصايا فما تحتاج اليها والاراء فقد شغلني المصاب عنها واما لائح الامر فانه ان وقع اتفاق فما عدمتم الا شخصه الكريم وان كان غيره فالمصائب المستقبلة اهونها موته وهو الهول العظيم والسلام
منقوووووووووووووووووووووول للامانه | |
|