goha مؤسس الموقع
علم بلدك : الجنس : نقاط : 19371 عدد المساهمات : 2836 السٌّمعَة : 22 تاريخ التسجيل : 30/07/2009 العمر : 36 https://goha.ahlamontada.com
| موضوع: صلاح الدين الايوبى الجزء السادس الثلاثاء 11 أغسطس 2009, 12:10 am | |
| الصلح مع الصليبيين
ثم ذكر ابن شداد بعد هذا ان الانكتار وهو من اكابر ملوك الافرنج سير رسوله الى الملك العادل يطلب الاجتماع به فاجابه الى ذلك واجتمعا يوم الجمعة ثامن عشر شوال من السنة وتحادثا معظم ذلك النهار وانفصلا عن مودة اكيدة والتمس الانكتار من العادل ان يسال السلطان ان يجتمع به فذكر العادل ذلك للسلطان فاستشار اكابر دولته في ذلك ووقع الاتفاق على انه اذا جرى الصلح بيننا يكون الاجتماع بعد ذلك ثم وصل رسول الانكتار وقال ان الملك يقول اني احب صداقتك ومودتك وانت تذكر انك اعطيت هذه البلاد الساحلية لاخيك فاريد ان تكون حكما بيني وبينه وتقسم البلاد بيني وبينه ولا بد ان يكون لنا علقة بالقدس واطال الحديث في ذلك فاجابه السلطان بوعد جميل واذن له في العود في الحال وتاثر لذلك تاثرا عظيما قال ابن شداد وبعد انفصال الرسول قال لي السلطان متى صالحناهم لم تؤمن غائلتهم ولو حدث بي حادث الموت ما كانت تجتمع هذه العساكر وتقوى الافرنج والمصلحة ان لا نزول عن الجهاد حتى نخرجهم من الساحل او ياتينا الموت هذا كان رايه وانما غلب على الصلح.
قال ابن شداد ثم ترددت الرسل بينهم في الصلح و تم الصلح بينهم يوم الاربعاء الثاني والعشرين من شعبان سنة 588هـ ونادى المنادي بانتظام الصلح وان البلاد الاسلامية والنصرانية واحدة في الامن والمسالمة فمن شاء من كل طائفة يتردد الى بلاد الطائفة الاخرى من غير خوف ولا محذور وكان يوما مشهودا نال الطائفتين فيه من المسرة ما لا يعلمه الا الله تعالى وقد علم الله تعالى ان الصلح لم يكن عن مرضاته وايثاره ولكنه راى المصلحة في الصلح لسامة العسكر ومظاهرتهم بالمخالفة وكان مصلحة في علم الله تعالى فانه اتفقت وفاته بعد الصلح فلو اتفق ذلك في اثناء وقعاته كان الاسلام على خطر.
ثم اعطى للعساكر الواردة عليه من البلاد البعيدة برسم النجدة دستورا فساروا عنه وعزم على الحج لما فرغ باله من هذه الجهة وتردد المسلمون الى بلادهم وجاءوا هم الى بلاد المسلمين وحملت البضائع والمتاجر الى البلاد وحضر منهم خلق كثير لزيارة القدس.
--------------------------------------------------------------------------------
اواخر ايامه
بعد الصلح سنة 588هـ توجه السلطان الى القدس ليتفقد احوالها وتوجه اخوه الملك العادل الى الكرك وابنه الملك الظاهر الى حلب وابنه الافضل الى دمشق واقام السلطان بالقدس يقطع الناس ويعطيهم دستورا ويتاهب للمسير الى الديار المصرية وانقطع شوقه عن الحج ولم يزل كذلك الى ان صح عنده مسير مركب الانكتار متوجها الى بلاده في مستهل شوال فعند ذلك قوي عزمه ان يدخل الساحل جريدة يتفقد القلاع البحرية الى بانياس ويدخل دمشق ويقيم بها اياما قلائل ويعود الى القدس ومنه الى الديار المصرية.
قال ابن شداد: وامرني صلاح الدين بالمقام في القدس الى حين عوده لعمارة مارستان انشاه به وتكميل المدرسة التي انشاها فيه وسار منه ضاحي نهار الخميس السادس من شوال سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ولما فرغ من افتقاد احوال القلاع وازاحة خللها دخل دمشق بكرة الاربعاء سادس عشر شوال وفيها اولاده الملك الافضل والملك الظاهر والملك الظافر مظفر الدين الخضر المعروف بالمشعر واولاده الصغار وكان يحب البلد ويؤثر الاقامة فيه على سائر البلاد وجلس للناس في بكرة يوم الخميس السابع والعشرين منه وحضروا عندهم وبلوا شوقهم منه وانشده الشعراء ولم يتخلف احد عنه من الخواص والعوام واقام ينشر جناح عدله ويهطل سحاب انعامه وفضله ويكشف مظالم الرعايا فلما كان يوم الاثنين مستهل ذي القعدة عمل الملك الافضل دعوة للملك الظاهر لانه لما وصل الى دمشق وبلغه حركة السلطان اقام بها ليتملى بالنظر اليه ثانيا وكان نفسه كانت قد احست بدنو اجله فودعه في تلك الدفعة مرارا متعددة ولما عمل الملك الافضل الدعوة اظهر فيها من الهمم العالية ما يليق بهمته وكانه اراد بذلك مجازاته ما خدمه به حين وصل الى بلده وحضر الدعوة المذكورة ارباب الدنيا والاخرة وسال السلطان الحضور فحضر جبرا لقلبه وكان يوما مشهودا على ما بلغني.
ولما تصفح الملك العادل احوال الكرك واصلح ما قصد اصلاحه فيه سار قاصدا الى البلاد الفراتية فوصل الى دمشق في يوم الاربعاء سابع عشر ذي القعدة وخرج السلطان الى لقائه واقام يتصيد حوالي غباغب الى الكسوة حتى لقيه وسارا جميعا يتصيدان وكان دخولهما الى دمشق اخر نهار يوم الاحد حادي عشر ذي الحجة سنة ثمان وثمانين واقام السلطان بدمشق يتصيد هو واخوه واولاده ويتفرجون في اراضي دمشق ومواطن الصبا وكانه وجد راحة مما كان به من ملازمة التعب والنصب وسهر الليل وكان ذلك كالوداع لاولاده ومراتع نزهه ونسي عزمه الى مصر وعرضت له امور اخر وعزمات غير ما تقدم. | |
|