goha مؤسس الموقع
علم بلدك : الجنس : نقاط : 19363 عدد المساهمات : 2836 السٌّمعَة : 22 تاريخ التسجيل : 30/07/2009 العمر : 36 https://goha.ahlamontada.com
| موضوع: وفاة عبد المطلب وما رثي به من الشعر السبت 15 أغسطس 2009, 6:43 pm | |
| وفاة عبد المطلب وما رثي به من الشعر
فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثماني سنين هلك عبد المطلب بن هاشم ، وذلك بعد الفيل بثماني سنين . قال ابن إسحاق : وحدثني العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس عن بعض أهله أن عبد المطلب توفي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن ثماني سنين . قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن سعيد بن المسيب : أن عبد المطلب لما حضرته الوفاة ، وعرف أنه ميت جمع بناته وكن ست نسوة صفية وبرة وعاتكة ، وأم حكيم البيضاء وأميمة ، وأروى ، فقال لهن ابكين علي حتى أسمع ما تقلن قبل أن أموت . قال ابن هشام : ولم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرف هذا الشعر إلا أنه لما رواه عن محمد بن سعيد بن المسيب ، كتبناه فقالت صفية ابنة عبد المطلب تبكي أباها :
أرقت لصوت نائحة بليل
على رجل بقارعة الصعيد
ففاضت عند ذلكم دموعي
على خدي كمنحدر الفريد
على رجل كريم غير وغل
له الفضل المبين على العبيد
على الفياض شيبة ذي المعالي
أبيك الخير وارث كل جود
صدوق في المواطن غير نكس
ولا شخت المقام ولا سنيد
طويل الباع أروع شيظمي
مطاع في عشيرته حميد
رفيع البيت أبلج ذي فضول
وغيث الناس في الزمن الحرود
كريم الجد ليس بذي وصوم
يروق على المسود والمسود
عظيم الحلم من نفر كرام
خضارمة ملاوثة أسود
فلو خلد امرئ لقديم مجد
ولكن لا سبيل إلى الخلود
لكان مخلدا أخرى الليالي
لفض المجد والحسب التليد
وقالت برة بنت عبد المطلب تبكي أباها :
أعيني جودا بدمع درر
على طيب الخيم والمعتصر
على ماجد الجد واري الزناد
جميل المحيا عظيم الخطر
على شيبة الحمد ذي المكرمات
وذي المجد والعز والمفتخر
وذي الحلم والفصل في النائبات
كثير المكارم جم الفجر
له فضل مجد على قومه
منير يلوح كضوء القمر
أتته المنايا ، فلم تشوه
بصرف الليالي ، وريب القدر
وفاة عبد المطلب قول صفية
ففاضت عند ذلكم دموعي
على خدي كمنحدر الفريد
يروى : كمنحدر بكسر الدال أي كالدر المنحدر ومنحدر بفتح الدال فيكون التشبيه راجعا للفيض فعلى رواية الكسر شبهت الدمع بالدر الفريد وعلى رواية الفتح شبهت الفيض بالانحدار .
وقولها : أبيك الخير . أرادت الخير فخففت كما يقال هين وهين وفي التنزيل خيرات حسان [ الرحمن 70 ] . وكان اسم أم الدرداء خيرة بنت أبي حدرد وكذلك أم الحسن بن أبي الحسن البصري ، اسمها : خيرة فهذا من المخفف ويجوز أن يكون الخير ههنا هو ضد الشر جعلته كله خيرا على المبالغة كما تقول ما زيد إلا علم أو حسن وما أنت إلا سير ، وهو مجاز حسن فعلى هذا الوجه لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث فيقال : خيرة .
وقولها : ولا شخت المقام ولا سنيد الشخت [ الدقيق الضامر لا هزالا ] ضد الضخم تقول ليس كذلك ولكنه ضخم المقام ظاهره . والسنيد الضعيف الذي لا يستقل بنفسه حتى يسند رأيه إلى غيره .
وقولها : خضارمة ملاوثة . ملاوثة جمع ملواث من اللوثة وهي القوة كما قال المكعبر
عند الحفيظة إن ذو لوثة لاثا
وقد قيل إن اسم الليث منه أخذ إلا أن واوه انقلبت ياء لأنه فيعل فخفف كما تقدم في هين وهين ولين ولين . وقول برة
أتته المنايا فلم تشوه
أي لم تصب الشوى ، بل أصابت المقتل وقد تقدم في حديث عبد المطلب وضربه بالقداح على عبد الله وكان يرى أن السهم إذا خرج على غيره أنه قد أشوي أي قد أخطأ مقتله أي مقتل عبد المطلب وابنه ومن رواه أشوى بفتح الواو فالسهم هو الذي أشوى وأخطأ وبكلا الضبطين وجدته ، ويقال أيضا : أشوى الزرع إذا أفرك فالأول من الشوى ، وهذا من الشي بالنار قاله أبو حنيفة . | |
|