على قمة جبل ناءٍ في جبال الأنديز البيروفية، وعلى ارتفاع يزيد على 2.500 م، تقبع آثار مدينة عريقة. حيث بُنيت لإرضاء طموح امبراطور القرن الخامس عشر، إنه الإرث المدهش لإمبراطورية الأمريكيتين العظيمة- إمبراطورية الإنكا. ولكي يثبت إلوهيته، أمر إله إمبراطورية الأنكا، باتشاكوتي، بتشييد مدينة مقدسة في السماء. مدينة خالدة تستقطب أشعة الشمس والطاقة الخفية لتخومها الطبيعية. واجه مهندسو باتشاكوتي وهم يسابقون الزمن مشكلة بعد أخرى-كيف يدعمون الأرض والأبنية لتقاوم انجراف التربة والزلازل والأمطار العاصفة؛ كيف يعبئون الأمطار الهاطلة في قنوات بطريقة آمنة لتأمين المياه لألف نسمة من سكان قمة الجبل الذي يبعد 450 مترا عن أقرب نهر؛ كيف ينقلون طوب البناء الغرانيتي الضخم الذي غالباً ما يزن عدة أطنان دون استخدام رافعات أو عجلات أو ثيران أو خيول؛ وكيف يبنون، دون اسمنت أو مِلاط، جدراناً مقاومة للعوامل الطبيعية وللزمن، جدرانٌ ذات جمال وفن حجري يأسر ويدهش المهندسين والمعماريين. تم اكتشاف ماتشو بيتشو منذ أقل من 100 عام، إلا أنها بقيت كما أرادها باتشاكوتي أن تكون، واحدة من أكثر المباني العملاقة العريقة غموضاً وإلهاماً في العالم.