هل أهواك يا وطني؟؟

هناك دائماً من يسأل هذا السؤال لنفسه {هل أهواك يا وطني؟} وغالباً ما يكون سائل هذا السؤال هو المغترب عن وطنه. وهناك أسئلة أخرى تتدفق إلى الرؤوس بعد هذا السؤال عن ما إذا كان مثلاً يحب بلده الأم وعن مقدار حبه لها وتجلب تلك الأسئلة أسئلة أخرى لرأسي أنا وهي: "هل نحب وطننا حقاً؟هل نهواه كما يجب؟أم أننا نرائي أمنا الوطن بحب ليس صحيح؟".


أعتقد أن للإجابة على تلك الأسئلة ستتحد إجاباتنا جميعاً لتأكد حب الوطن في نفوسنا. لكن إذا ما سُئلنا إلى أي حد نحب وطننا؟فأظن الاجابة على هذا السؤال ستكون الأصعب وستتختلف الاجابة من شخص لآخر لأن التعبير عن حبنا للوطن بالكلام ليس سهلاً, فإن قلت أني أحبه كحبي لأخوتي يكون هذا تقليلاً من شأن حبي لكليهما. وإن قلت أني أحب وطني كحبي لمن سيكون زوجي مستقبلاً _وكأني أعرفه_ أكون قد ظلمت وطني فقد أكره هذا الشخص ولكني أبداً لن أكره وطني. أما إذا ما قلت أني أحبه كحبي لأمي _إذا ما فكرت معي قليلاً بعد تلك الاجابة ستسأل كيف يكون هذا فأمي شيء ووطني شيء آخر_ فكيف لي أو لك أن نحبهما بنفس الشكل _هذا غير ممكن منطقياً ولا أقول أنه مستحيل_ لأني قد أحبهما بنفس القدر.


لنعد الآن لسؤالنا الأساسي فمن الممكن أن أجيبه قائلة: أحب وطني كما يجب للوطن أن يحب مقتبسةً كلمات ابنة الملك لير الصغرى _مع بعض التعديلات البسيطة_. أو ربما أجيب بكلمات من قصيدة الشاعر فاروق شوشة والذي يقول فيها: (وأنت الجنة المعطاء تغمرني عطاياها*فهل يكفي إذا ناديت بملئ العمر أهواك). وربما أقول: إن للوطن حبه الخاص الذي لايقارن بحب أحد ولا يقاس بالكم أو الكيف.


فبماذا ستجيب إذا ما سألت نفس السؤال؟