| العنابي يستضيف الفراعنة في مواجهة مرتقبة |
يستضيف المنتخب القطري شقيقه المصري في مواجهة عربية ودية مرتقبة على ملعب إستاد خليفة في العاصمة القطرية الدوحة يوم الخميس السادس عشر من كانون الأول / ديسمبر الحالي.
وعلى الرغم من أن المواجهة غير رسمية وتجري في أجواء احتفالية عقب نيل قطر شرف استضافة مونديال 2022، إلا أن المنتخبين يدخلانها في ظروف متشابهة تجعلهما يبحثان عن الفوز وتقديم عرض جيد ومقنع يخفف من وطأة الضغط الجماهيري والإعلامي على المديرين الفنيين الفرنسي برونو ميتسو المدير الفني للمنتخب القطري وحسن شحاته قائد كتيبة الفراعنة وصاحب إنجاز الفوز بكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010.
مرحلة هامة للفراعنة
والواضح أن المنتخبين المصري والقطري عانيا كثيراً على صعيد المباريات الرسمية في الفترة الأخيرة، الأمر الذي وضع المدربين شحاته وميتسو في حرج بالغ أمام الرأي العام والإعلام المحلي، فالأول ورغم أنه قاد المصريين إلى تحقيق إنجازات تاريخية بالفوز بكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية في إنجاز هو الأول على صعيد القارة السمراء، بالإضافة إلى فوزه بالميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم ضمن دورة الألعاب العربية عام 2009، بجانب تألق المنتخب المصري تحت قيادته في كأس العالم للقارات وفوزه على إيطاليا بهدف دون رد وخسارته بصعوبة أمام البرازيل 3-4، فإنه يواجه انتقادات شديدة بعد تعثر المنتخب المصري بشكل غريب في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية التي ستقام في الغابون وغينيا الاستوائية مطلع عام 2012، إذ خسر المصريون خمس نقاط من أصل ست بعد تعادلهم على أرضهم أمام سيراليون (1-1) وخسارتهم المدوّية أمام النيجر خارج ملعبهم بهدف دون رد في العاصمة النيجرية نيامي.
وهو ما وضع حسن شحاته في مرمى نيران الصحافة المصرية، إذ اتهمه النقاد الرياضيون بالبطء الشديد في إجراء عملية الإحلال والتجديد داخل صفوف المنتخب المصري والاعتماد على نفس العناصر التي دافعت عن ألوان المنتخب منذ عام 2006 وحتى الآن وفي مقدمتها الحارس عصام الحضري وقلب الدفاع وائل جمعه وصانع ألعاب الفريق ونجمه الأول محمد أبو تريكه إضافة إلى الظهير الأيسر سيد معوض وهو ما أضر بالمنتخب وأدى إلى ارتفاع معدل أعمار اللاعبين، وعدم قدرة معظمهم على الحفاظ على مستواهم نتيجة الإجهاد وتتابع المباريات والمنافسات.
ورغم اعتراف شحاته بمسؤوليته الكاملة عن تراجع نتائج المنتخب المصري في الفترة الأخيرة إلا أنه عاد وأكد أن ارتفاع معدل أعمار اللاعبين ليس هو السبب الأساسي في اهتزاز مستوى الفراعنة وتراجع نتائجهم في الفترة الأخيرة، وإنما عناصر أخرى بعضها مسؤول عنه الجهاز الفني بشكل كامل مثل تغيير طريقة اللعب من 5-3-2 إلى طريقة أخرى هي 4-4-2، التي لا تتناسب مع إمكانات اللاعبين المصريين، إضافة إلى اهتزاز عدد غير قليل من عناصر الفريق الأساسية مثل محمود فتح الله ومحمد أبو تريكه ووائل جمعه، ناهيك عن إصابة عدد كبير وابتعاده عن صفوف المنتخب مثل حسني عبد ربه أفضل لاعب في كأس الأمم الأفريقية عام 2008 وأحمد حسن أفضل لاعب في كأس الأمم الأفريقية 2010 ومحمد زيدان نجم المنتخب ومهاجم بوروسيا دورتموند الألماني، والمثير أن اللاعبين الثلاثة غابوا بسبب إصابتهم بقطع في الرباط الصليبي وهو إصابة بالغة تحتاج إلى فترة علاج وتأهيل تصل إلى ستة أشهر على الأقل.
وعلى الرغم من اتهام شحاته بالتأخر في القيام بعملية الإحلال والتجديد فأن الواقع يشهد أن الرجل قام بالفعل بتدعيم صفوف المنتخب المصري بالعديد من العناصر الجديدة الصغيرة في السن مثل أحمد سعيد أوكا وأحمد سمير فرج في كأس القارات ومحمد ناجي جدو ومحمد عبد الشافي في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة.
ويمكن القول أن شحاته ومنتخبه استعاد الكثير من بريقه مؤخراً عندما تمكن من الفوز على أستراليا ودياً في منتصف الشهر الماضي بثلاثة أهداف دون رد في مباراة شهدت الدفع بالمزيد من العناصر الشابة التي أفرزها الدوري المصري الممتاز مثل إسلام عوض وأحمد عبد الظاهر لاعبا إنبي وإبراهيم صلاح لاعب الزمالك وأحمد دويدار مدافع الشرطة، وقد أعطى شحاته لهذه العناصر الثقة الكاملة واستدعاها مرة أخرى استعداداً لمواجهة قطر التي أعلن الجهاز الفني المصري أنه يدخلها بكامل قوته لتحقيق نتيجة إيجابية في إطار استعداده لخوض المباراة المصيرية أمام جنوب أفريقيا على ملعبها والتي يحتاج المصريين فيها بشدة إلى تحقيق الفوز من أجل الحفاظ على آمال التأهل إلى أمم أفريقيا القادمة.
العنابي وتصحيح الأوضاع
على الجانب الآخر يدخل المنتخب القطري مباراته أمام مصر، وهي الأولى في معسكر إعداده النهائي الذي يخوضه قبل انطلاق كأس الأمم الآسيوية التي تستضيفها قطر مطلع العام القادم، وهو يسعى إلى تحقيق نتيجة جيدة ترفع من الروح المعنوية للاعبيه وتمحو آثار الخروج الحزين من الدور الأول لبطولة كأس الخليج الماضية.
ويأمل الفرنسي برونو ميتسو المدير الفني للمنتخب القطري أن تكون مباراته أمام مصر بمثابة انطلاقة جديدة للفريق الذي يقوده منذ عام 2008 وحتى الآن، خاصة وأن الرجل عانى كثيراً من سهام النقد في الفترة الأخيرة بسبب فشله في تحقيق نتائج إيجابية مع المنتخب القطري على الرغم من توافر جميع الإمكانات لديه ومن ارتفاع مستوى مسابقة الدوري المحلية خاصة في العام الحالي الذي يشهد صراعاً كبيراً على لقب المسابقة.
ويعيب الكثيرون على ميتسو عدم تثبيته لتشكيلة العنابي واختياره العديد من اللاعبين على سبيل التجربة دون أن يعطي لهم الفرص الكافية لتثبيت أقدامهم مع الفريق، كما أن مسيرته مع المنتخب القطري تمتلك رقماً بالغ السلبية حيث فشل في تحقيق الفوز في أي مباراة رسمية فيما عدا فوزه على اليمن بهدف دون رد في الدور الأول من بطولة كأس الخليج التاسعة عشرة في عُمان ثم فوزه على المنتخب اليمني أيضاً بهدفين مقابل هدف واحد في بطولة كأس الخليج الماضية والتي استضافتها اليمن منذ أيام قليلة وانتهت بتتويج الأزرق الكويتي باللقب.
وعلى الرغم من عدم التوفيق الكامل لميتسو مع المنتخب القطري حتى الآن فإن المتابع لمستوى الفريق في بطولة كأس الخليج الماضية يجد أن العنابي لم يكن يستحق الخروج من الدور الأول حيث أنه خسر بهدف دون رد أمام الكويت في مباراة سجل فيها المنتخب القطري هدفاً صحيحاً لم يتم احتسابه، كما أنه في المباراة الأخيرة له أمام المنتخب السعودي في الدور الأول كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من أن يحقق الفوز (1-0) على الأخضر لولا أن حامد شامي مدافع المنتخب القطري سجل في مرماه هدفاً عن طريق الخطأ في الوقت القاتل فخرج الفريق بغرابة من الدور الأول بعد أن احتل المركز الثالث في المجموعة الأولى بأربع نقاط.
ويبقى أن المنتخب القطري أصبح يضم مجموعة كبيرة من اللاعبين صغار السن الذين يمتلكون الطموح والموهبة الكبيرة مثل جارالله المري ومسعد الحمد وحامد شامي وعلي حسن عفيف ومحمد عبد الرب اليزيدي وميرغني الزين إضافة إلى اللاعبين أصحاب الخبرة والموهبة الكبيرة وفي مقدمتهم خلفان إبراهيم وحسين ياسر المحمدي وفابيو سيزار وسيباستيان سوريا.
وسيغيب عن المنتخب القطري في مباراته أمام مصر حسين ياسر المحمدي لاعب الزمالك لإصابته بينما من المنتظر أن يشارك مع الفريق كل من خلفان إبراهيم وماجد محمد الذين لم يخوضا منافسات كأس الخليج الماضية مع العنابي بسبب الإصابة.
مواجهات المنتخبين السابقة
على صعيد الدرجة الأولى التقى المنتخبين المصري والقطري في خمس مواجهات سابقة، وكانت أول مواجهة بين المنتخبين في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1989 وجرى اللقاء في الدوحة وانتهى بفوز مصر بهدفين دون رد.
اللقاء الثاني كان في الدوحة أيضاً في الثاني من تشرين الأول / أكتوبر عام 2000 وانتهى بفوز المنتخب المصري بهدف دون رد، أما اللقاء الثالث فكان في الدوحة أيضاً في الثلاثين من كانون أول / ديسمبر عام 2001 وانتهى بتعادل المنتخبين 2-2.
أما اللقاء الرابع فهو الوحيد الذي أقيم في مصر وتحديداً في مدينة بورسعيد الواقعة على ساحل البحر المتوسط، وانتهى اللقاء بفوز الفراعنة بستة أهداف دون رد، علماً بأن اللقاء الخامس والأخير أقيم في التاسع والعشرين من تموز/يوليو عام 2005 في مدينة لوزان السويسرية في إطار دورة ودية دولية، وانتهى بفوز المنتخب المصري بخمسة أهداف نظيفة، واللافت في هذا اللقاء تحديداً أن المنتخب المصري خاضه وهو تحت قيادة حسن شحاته الذي كان وقتها في مستهل مشواره التدريبي مع منتخب بلاده، كما أحرز أهداف الفراعنة وقتها عمرو زكي هدفين وأسامة حسني هدف ومحمد أبو تريكه هدفين.
ويمتلك المنتخب القطري فوزاً وحيداً على نظيره المصري ولكن على المستوى الأولمبي حيث فاز العنابي الأولمبي على نظيره المصري بهدف دون رد أحرزه مبارك مصطفى في إطار مباريات الدور الأول لمسابقة كرة القدم ضمن دورة الألعاب الأولمبية "برشلونة 1992".
الفراعنة تحت قيادة شحاتة
• استلم شحاته مهمة تدريب المنتخب المصري نهاية عام 2004 .
• خاض المنتخب المصري تحت قيادة حسن شحاته 51 مباراة دولية رسمية.
• حقق المنتخب المصري الفوز مع شحاته في 34 مباراة دولية.
• تعادل المصريون مع شحاتة في 11 مباراة.
• خسر المنتخب المصري تحت قيادة شحاتة في ست مباريات.
• خاض المنتخب المصري مع شحاته "الملقب بالمعلم" 33 مباراة ودية، فاز في 19 مباراة، وتعادل في خمس مباريات، بينما لقي الخسارة في تسع مباريات.
• من أبرز نتائج المنتخب المصري تحت قيادة شحاتة الفوز على الكاميرون (4-1) وكوت ديفوار (4-2) ونيجيريا (3-1) والسويد ودياً (2-0) وإيطاليا (1-0) وأستراليا ودياً (3-0) والجزائر (2-0) وكوريا الجنوبية ودياً (1-0) والسعودية ودياً (1-0).
• من أسوأ نتائج الفراعنة مع شحاتة الخسارة من النيجر (0-1) ومن مالاوي (0-1) ومن أميركا (0-3) ومن اليابان ودياً (1-4) ومن الجزائر (1-3).
• يحتل المنتخب المصري حالياً المركز التاسع على لائحة تصنيف منتخبات كرة القدم العالمية التي يصدرها الفيفا شهرياً.
العنابي تحت قيادة ميتسو
• تولى برونو ميتسو مسؤولية تدريب المنتخب القطري بداية من شهر أيلول – سبتمبر عام 2008.
• خاض العنابي تحت قيادة ميتسو 13 مباراة دولية رسمية.
• خسر المنتخب القطري تحت قيادة ميتسو في ست مباريات، وتعادل في خمس وفاز في مباراتين.
• قاد ميتسو المنتخب القطري في 19 مباراة ودية فاز في ست مباريات وتعادل في ست وخسر سبع مباريات.
• من أبرز نتائج المنتخب القطري تحت قيادة ميتسو الفوز على باراغواي (2-0) والتعادل مع البوسنة والهرسك (1-1) والفوز على ليبيا (5-2) والتعادل مع كوريا الجنوبية (1-1) وجميع هذه المباريات ودية.
• يحتل المنتخب القطري حالياً المركز 114 في تصنيف الفيفا العالمي الشهري للمنتخبات.
حسن شحاتة
• بدأ حياته الكروية لاعباً في نادي الزمالك عام 1967 ولعب لموسم واحد في الزمالك ثم انتقل إلى كاظمة الكويتي الذي لعب له لثلاثة مواسم من موسم 1968 – 1969 وحتى موسم 1970 – 1971، ثم عاد بعد ذلك إلى صفوف الزمالك الذي لعب له من موسم 1971-1972 وحتى موسم 1982 – 1983.
• فور اعتزاله تولى تدريب فريق الناشئين بنادي الزمالك دون الـ20 عاماً عام 1983، ثم عمل بعد ذلك مدرباً لفريق الوصل الإماراتي لمدة عامين ( 1986 – 1988)، ثم مدرباً للمريخ السوداني موسم 1989 – 1990، ثم تولى تدريب فريق الشرطة العماني لموسمين (1990 – 1992)، واتجه بعد ذلك تدريب فريق الاتحاد السكندري المصري حيث أنقذه من الهبوط موسم (1992 – 1993).
• تولى تدريب فرق الشرقية والمنيا والشمس والسويس في دوري الدرجة الثانية واشتهر بأنه من أنجح المدربين في قيادة الأندية من الدرجة الثانية إلى الممتازة.
• عام 2001 كانت نقطة تحول في مسيرته التدريبية عندما قاد المنتخب المصري للشباب دون العشرين عاماً إلى التتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية للشباب، ثم قاد المنتخب في كاس العالم للشباب وصعد معه إلى الدور الثاني قبل أن يخرج على يد الأرجنتين بهدف ذهبي جاء في الشوط الإضافي الثاني بعد تعادل المنتخبين (1-1).
• تولى بعد ذلك تدريب فريق المقاولون العرب في الدرجة الثانية عام 2003 وفاز معه بكأس مصر لكرة القدم، ثم صعد في العام الذي يليه إلى الدوري الممتاز.
• تولى تدريب المنتخب المصري نهاية عام 2004 وأكمل معه التصفيات المؤهلة لكأس العالم عام 2006، ثم فاز مع منتخب بلاده بكأس الأمم الأفريقية أعوام 2006 و2008 و2010.
• أختاره الاتحاد الأفريقي لكرة القدم كأفضل مدرب في أفريقيا لعام 2008.
برونو ميتسو
• ولد برونو ميتسو في 28 يناير عام 1954 .
• بدأ ميتسو مسيرته مع كرة القدم كلاعب عام 1963 ولعب لعدد من الأندية الأوروبية أهمها نادي أندرلخت البلجيكي (1970 – 1973)، وفالنسيان (1973 – 1975)، وليل (1979 – 1981).• تحول ميتسو إلى التدريب عندما عمل مساعد مدرب في نادي بياوفيس (Beauvais Oise ) عام 1987.
• تولى تدريب فريق ليل موسم (1992 – 1993) كما درب أندية فالنسيان وسيدان.
• عام 2000 بدأ ميتسو مسيرته في القارة الأفريقية بتدريب المنتخب الغيني، وفي نفس العام اتجه إلى تدريب المنتخب السنغالي الذي قاده إلى نهائيات كأس العالم عام 2002 وحقق مع المنتخب الملقب بـ(أسود الترينغا) إنجاز التأهل لربع النهائي في المونديال.
• بعد انتهاء كأس العالم عام 2002 تولى ميتسو تدريب العين الإماراتي الذي قاده إلى الفوز بدوري أبطال آسيا عام 2003.
• عام 2005 تولى ميتسو تدريب الغرافة القطري الذي حصل معه على الدوري القطري بعد ذلك .
• في عام 2006 اتجه ميتسو إلى تدريب اتحاد جده الذي بقي معه فترة وجيزة لم تتعدى بضعة أشهر ليذهب بعد ذلك لتدريب المنتخب الإماراتي الذي توّج معه بلقب كأس الخليج للمرة الأولى في تاريخ الإمارات.
• تولى ميتسو تدريب المنتخب القطري بداية من الثلث الأخير من عام 2008 وأبرز إنجازاته هو التأهل لنصف نهائي كأس الخليج التاسعة عشرة.