goha مؤسس الموقع
علم بلدك : الجنس : نقاط : 19321 عدد المساهمات : 2836 السٌّمعَة : 22 تاريخ التسجيل : 30/07/2009 العمر : 36 https://goha.ahlamontada.com
| موضوع: أخبار الكهان من العرب والأحبار من يهود والرهبان من النصارى السبت 15 أغسطس 2009, 7:27 pm | |
| أخبار الكهان من العرب والأحبار من يهود والرهبان من النصارى
قال ابن إسحاق : وكانت الأحبار من اليهود ، والرهبان من النصارى ، والكهان من العرب ، قد تحدثوا بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل مبعثه لما تقارب من زمانه .
أما الأحبار من يهود والرهبان من النصارى . فعما وجدوا في كتبهم من صفته وصفة زمانه وما كان من عهد أنبيائهم إليهم فيه وأما الكهان من العرب : فأتتهم به الشياطين من الجن فيما تسترق من السمع إذ كانت وهي لا تحجب عن ذلك بالقذف بالنجوم وكان الكاهن والكاهنة لا يزال يقع منهما ذكر بعض أموره لا تلقي العرب لذلك فيه بالا ، حتى بعثه الله تعالى ، ووقعت تلك الأمور التي كانوا يذكرون . فعرفوها .
فلما تقارب أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحضر مبعثه . حجبت الشياطين عن السمع وحيل بينها وبين المقاعد التي كانت تقعد لاستراق السمع فيها ، فرموا بالنجوم فعرفت الجن أن ذلك لأمر حدث من أمر الله في العباد يقول الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم حين بعثه وهو يقص عليه خبر الجن إذ حجبوا عن السمع فعرفوا ما عرفوا ، وما أنكروا من ذلك حين رأوا ما رأوا : قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا إلى قوله وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا [ الجن : 1 - 6 ثم 9 ، 10 ] .
فلما سمعت الجن القرآن عرفت أنها إنما منعت من السمع قبل ذلك لئلا يشكل الوحي بشيء خبر السماء فيلتبس على أهل الأرض ما جاءهم من الله فيه لوقوع الحجة وقطع الشبهة . فآمنوا وصدقوا ، ثم ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم الآية [ الأحقاف : 30 ]
فصل في الكهانة
روي في مأثور الأخبار أن إبليس كان يخترق السموات قبل عيسى ، فلما بعث عيسى ، أو ولد حجب عن ثلاث سموات فلما ولد محمد حجب عنها كلها ، وقذفت الشياطين بالنجوم وقالت قريش حين كثر القذف بالنجوم قامت الساعة فقال عتبة بن ربيعة : انظروا إلى العيوق فإن كان رمي به فقد آن قيام الساعة وإلا فلا . وممن ذكر هذا الخبر الزبير بن أبي بكر .
رمي الشياطين
وذكر ابن إسحاق في هذا الباب ما رميت به الشياطين حين ظهر القذف بالنجوم لئلا يلتبس بالوحي وليكون ذلك أظهر للحجة وأقطع للشبهة والذى قاله صحيح ولكن القذف بالنجوم قد كان قديما ، وذلك موجود في أشعار القدماء من الجاهلية . منهم عوف بن أجرع وأوس بن حجر وبشر بن أبي حازم وكلهم جاهلي ، وقد وصفوا الرمي بالنجوم وأبياتهم في ذلك مذكورة في مشكل ابن قتيبة في تفسير سورة الجن ،
وذكر عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن ابن شهاب أنه سئل عن هذا الرمي بالنجوم أكان في الجاهلية ؟ قال نعم ولكنه إذ جاء الإسلام غلظ وشدد وفي قول الله سبحانه وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا [ الجن : 8 ] الآية ولم يقل حرست دليل على أنه قد كان منه شيء فلما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ملئت حرسا شديدا وشهبا ، وذلك لينحسم أمر الشياطين وتخليطهم ولتكون الآية أبين والحجة أقطع وإن وجد اليوم كاهن فلا يدفع ذلك بما أخبر الله به من طرد الشياطين عن استراق السمع فإن ذلك التغليظ والتشديد كان زمن النبوة ثم بقيت منه أعني من استراق السمع بقايا يسيرة بدليل وجودهم على الندور في بعض الأزمنة وفي بعض البلاد .
وقد سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الكهان فقال ليسوا بشيء فقيل إنهم يتكلمون بالكلمة فتكون كما قالوا ، فقال تلك الكلمة من الجن يحفظها الجني ، فيقرها في أذن وليه قر الزجاجة فيخلط فيها أكثر من مائة كذبة ، ويروى : قر الدجاجة بالدال وعلى هذه الرواية تكلم قاسم بن ثابت في الدلائل . والزجاجة بالزاي أولى ; لما ثبت في الصحيح فيقرها في أذن وليه كما تقر القارورة ومعنى يقرها : يصبها ويفرغها ، قال الراجز
لا تفرغن في أذني قرها
ما يستفز فأريك فقرها
وفي تفسير ابن سلام عن ابن عباس ، قال إذا رمى الشهاب الجني لم يخطئه ويحرق ما أصاب ولا يقتله وعن الحسن قال في أسرع من طرفة العين وفي تفسير ابن سلام أيضا عن أبي قتادة أنه كان مع قوم فرمي بنجم فقال لا تتبعوه أبصاركم وفيه أيضا عن حفص أنه سأل الحسن أيتبع بصره الكوكب . فقال قال سبحانه وجعلناها رجوما للشياطين [ الملك 5 ] . وقال أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض [ الأعراف 185 ] . قال كيف نعلم إذا لم ننظر إليه لأتبعنه بصري .
الجن الذين ذكرهم القرآن
وذكر النفر من الجن الذين نزل فيهم القرآن والذين ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى [ الأحقاف : 30 ] .
وفي الحديث أنهم كانوا من جن نصيبين . وفي التفسير أنهم كانوا يهودا ; ولذلك قالوا : من بعد موسى ، ولم يقولوا من بعد عيسى ذكره ابن سلام . وكانوا سبعة قد ذكروا بأسمائهم في التفاسير والمسندات وهم شاصر وماصر ومنشى ، ولاشى ، والأحقاب وهؤلاء الخمسة ذكرهم ابن دريد ووجدت في خبر حدثني به أبو بكر بن طاهر الإشبيلي القيسي عن أبي علي الغساني في فضل عمر بن عبد العزيز قال بينما عمر بن عبد العزيز يمشي في أرض فلاة فإذا حية ميتة فكفنها بفضلة من ردائه ودفنها فإذا قائل يقول يا سرق اشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لك : " ستموت بأرض فلاة فيكفنك ويدفنك رجل صالح " ، فقال من أنت - يرحمك الله - فقال رجل من الجن الذين تسمعوا القرآن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يبق منهم إلا أنا وسرق وهذا سرق قد مات .
وذكر ابن سلام من طريق أبي إسحاق [ عمرو بن عبد الله بن علي ] السبيعي عن أشياخه عن ابن مسعود أنه كان في نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشون فرفع لهم إعصار ثم جاء إعصار أعظم منه ثم انقشع فإذا حية قتيل فعمد رجل منا إلى ردائه فشقه وكفن الحية ببعضه ودفنها . فلما جن الليل إذا امرأتان تتساءلان أيكم دفن عمرو بن جابر ؟ فقلنا : ما ندري من عمرو بن جابر ؟ فقالتا : إن كنتم ابتغيتم الأجر فقد وجدتموه . إن فسقة الجن اقتتلوا مع المؤمنين منهم فقتل عمرو ، وهو الحية التي رأيتم وهو من النفر الذين استمعوا القرآن من محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم ولوا إلى قومهم منذرين | |
|